الإسراف في المزاح

بقلم: محمد أكرم الندوي بسم الله الرحمن الرحيم قالوا: ما تقول في المزاح؟ قلت: هو من المندوبات بل ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان حقا مستطابا وخفيفا لطيفا، أخرج الترمذي عن أبى هريرة رضى الله عنه، قال: قالوا: يا رسول الله إنك تداعبنا! قال صلى الله عليه وسلم: لا أقول إلا حقاً، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. قالوا: أخبرنا بأمثلة من مزاح النبي صلى الله عليه وسلم فنفهم طريقته في المزاح حق الفهم، قلت: روى الترمذي في الشمائل أن عجوزا أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ادع الله أن يدخلنى الجنة، فقال…

View More الإسراف في المزاح

مهلاً يا أهل الرواية

بقلم: محمد أكرم الندوي بسم الله الرحمن الرحيم قالوا: ما لك معنفا على أهل الرواية الأحداث مقرعا إياهم تقريعا؟ قلت: لأنهم يضيعون شبابهم سدى، ويهدرون أوقاتهم وأوقات غيرهم باطلا، وسيندمون ولات حين مندم. قالوا: ألم تنادم في شبابك قوما من أهل الرواية مخالطا لهم معاشرا؟ قلت: بلى، صادقتهم وخادنتهم، وهم خيرة أصحابي وصفوة خلاني، لا أبغي لهم بدلا ولا أرضى عنهم حولا، وهم مختلفون عن هؤلاء الأحداث مفارقون لهم مباينون. قالوا: سمِّ لنا أصحابك من أهل الرواية فنصافيهم وننتفع بهم؟ قلت: أفضلهم: العالم الصالح أحمد بن عبد الملك عاشور، والشيخ مجد بن أحمد مكي، والشيخ محمد بن عبد الله آل…

View More مهلاً يا أهل الرواية

الإسلام والسلام

بقلم: محمد أكرم الندوي بسم الله الرحمن الرحيم قالوا: قد كثر الحديث هذه الأيام عن ضرورة السلام في المجتمعات المسلمة. قلت: إن دراسة سبل تحقيق السلام والأمن وتوطيد دعائمه في المجتمعات المسلمة بل وفي المجتمعات البشرية بأسرها لموضوع هام، فلا سبيل لممارسة طبيعية للعبادة والدعوة إليها أو أي تطور اجتماعي وثقافي أو عمل إنتاجي إلا إذا أرسيت أسس الأمن والسلام. قالوا: ما للناس موجهين حديثهم عن السلام نحو المسلمين مقصرين عليهم تقصيرا؟ قلت: كأنهم يرون الأمة المسلمة هي المسؤولة عن اندلاع الحروب والفتن وضروب الإرهاب في العالم، والواقع أن المسلمين أكثر تعرضًا للإبادة الجماعية والقتل والتشريد والتهجير والتعذيب والإرهاب من…

View More الإسلام والسلام

إيذاء الصالحين

بقلم: محمد أكرم الندوي بسم الله الرحمن الرحيم قالوا: ماترى في إيذاء الصالحين؟ قلت: هو مما حرمه الله من الظلم والعدوان، قال تعالى: (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ) يونس: 13. و(وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا) الكهف: 59. و(فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) الحج: 45-46. وأخرج مسلم عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله…

View More إيذاء الصالحين

ما لي أحب القرآن الكريم؟

بقلم: محمد أكرم الندوي بسم الله الرحمن الرحيم قالوا: نقدِّر ما نرى من مصافاتك للقرآن الكريم في كلف عظيم وتحنن شديد، مفضِّلا له على سائر الكتب والتعاليم وراضيا به رضى عجيبا. قلت: صدقتم، فو الله الذي لا إله إلا هو، لم أحب كتابا ما أحببت كتاب ربي، حبا دخل شغاف قلبي وتمكن من نفسي تمكنا شديدا، وهذه نعمة جلى من ربي وموهبة لا تقاس بها المواهب، كأني وضع لي فوق البدر مهاد، وكأن الجوزاء تحت يدي وساد، والنيرات لي عماد. قالوا: فما الذي دعاك إلى هذا الولاء له؟ قلت: هو ما هديت إليه من فضله، وما دللت عليه من شرفه،…

View More ما لي أحب القرآن الكريم؟

الاقتصاد في العصر الحديث

بقلم: محمد أكرم الندوي بسم الله الرحمن الرحيم قالوا: قرأنا مقالا لك بعنوان “وهل من بديل” نلت فيه من التمويل الإسلامي وشنعت عليه تشنيعا، فوددنا أن تبيِّن لنا مناحي نقدك لهذا الموضوع بيانا شافيا، قلت: إن ذلك يتطلب أن تعُوا حقيقة الاقتصاد والاجتماع في العصر الحديث وتستوعبوها استيعابا، لأن التمويل مقترن بالاقتصاد، والاقتصاد مماسٌّ للاجتماع. قالوا: اشتقنا إلى أن نسمع منك حقيقة الاقتصاد الحديث. قلت: إن النظام الاجتماعي الاقتصادي الحديث قد جنى على البشرية جنايات عظيمة، من أبرزها أنها جردت بعض الوظائف والممارسات والعمليات البشرية من سياقاتها وواقعاتها الملموسة التي تم إنشاؤها وتطويرها في قواعدها ومقارها، وإن قطع صلة الشيء…

View More الاقتصاد في العصر الحديث

وهل من بديل؟

بسم الله الرحمن الرحيم قالوا: ما لك تنتقد فكرة التمويل الإسلامي هذا الانتقاد اللاذع، وتطعن فيها في غير لين ولا هوادة، لامزا أصحابها وواقعا في أهلها؟ قلت: لأن ما يسمى بالتمويل الإسلامي ليس في جوهره ومقاصده ومناهجه إسلاميا، ما هو إلا فرعا من فروع التمويل الرأسمالي واصلا وشيجته بوشيجته ورابطا آصرته بآصرته، وإنما ألحقت به نسبة الإسلام ترويجا لبضاعة مزجاة بين الشعوب الإسلامية والأمم الكارهة للربا، ومن ثم ترون أن النظم اللادينية التي تشاقُّ دين الإسلام وتعاديه لا ترى بأسًا في تبني التمويل الإسلامي وإقراره، بل إن المصارف الربوية العالمية تتسابق في فتح نافذة بهذا الاسم في الدول الإسلامية وفي…

View More وهل من بديل؟

المقارنة بين العلماء

بسم الله الرحمن الرحيم قالوا: ما ترى فيمن يقارن بين العلماء، فيفضِّل هذا على ذاك، وذاك على هذا؟ قلت: المقارنة بين العلماء كالمقارنة بين الأنبياء عليهم السلام، وقد نهانا الله تعالى عن التفريق بين رسله إلا ما نص عليه من فضل بعضهم على بعض، ولا تتمخض الموازنة بين العلماء والباحثين إلا عن إحداث تعصب في أوساط الناس أو تحيز أوتحزب، قد يؤدي إلى إثارة الشحناء والبغضاء بين أتباعهم ومحبيهم بل والتحارب والتقاتل فيما بينهم، وهل يرتاب مرتاب في أن أخف مضارها إضاعة أوقات عامة الناس، وإن شرا أقل شأنه إهدار الزمان لشر فادح. قالوا: وهل يمكننا إدراك فضل العلماء بعضهم…

View More المقارنة بين العلماء

مسُّ الجن

بقلم: محمد أكرم الندوي بسم الله الرحمن الرحيم قالوا: وهل يمكن أحدًا من البشر أن يحتك بالجن احتكاكا يحادثهم ويتواصل معهم؟ قلت: لايمكن ذلك إلا للأنبياء عليهم السلام، روى البيهقي في مناقب الشافعي بإسناده عن الربيع، قال: سمعت الشافعي يقول: من زعم أنه يرى الجن أبطلنا شهادته إلا أن يكون نبيا”، وقد يتشكل الجن بأشكال مختلفة، قال ابن تيمية: فيتصورون في صور الحيات والعقارب وغيرها، وفي صور الإبل والبقر والغنم والخيل والبغال والحمير، وفي صور الطير، وفي صور بني آدم، (مجموع الفتاوى 19/44-45)، وإذا تشكلوا بهذه الصور رآهم بنو آدم غير متأكدين من كونهم جنا، وغير متواصلين معهم، قال القرطبي:”قال…

View More مسُّ الجن

وأخيرًا رضي إبليس بالسجود لآدم

بقلم: محمد أكرم الندوي بسم الله الرحمن الرحيم وأخيرًا رضي إبليس بأن يسجد لآدم، أعلن بذلك في خطابه الرئاسي الذي ألقاه أمام فئة عظيمة من مردة العفاريت والشياطين في مؤتمر سنوي عقد في فندق الغي والضلال، الواقع في جزيرة السفه والجهل، ببلد النحس والشؤم، من قارة العصيان والطغيان، بأرض البغي والفساد، ومما جاء في هذا الخطاب، لا بارك الله فيه: ذريتي الأوغاد الزنام والأنكاد اللئام! هممتُ أن أسجد لآدم، ولم يتم كلامه حتى ثارت ضجة كبيرة وعلت صيحات شديدة خفت لها صوت الماكر اللعين، فقال: لعلكم تحيرتم من هذا الانقلاب في فكرتي مندهشين لها مشدوهين مذهولين، وقمن بكم أن تستغربوا،…

View More وأخيرًا رضي إبليس بالسجود لآدم